سواء كنت خريجاً جديداً وتبحث عن وظيفة، أو لديك الخبرة الكافية وتبحث عن فرصة عمل في مكان آخر، ينبغي عليك اجتياز المقابلة الشخصية في كل الأحوال. في البداية، يجب أن تعلم أن المقابلة الشخصية ليست اختبارًا تعتمد عليه حياتك المهنية، ولكنها مجرد حوار بينك وبين الشركة التي تسعى إلى العمل فيها للتعرف عليك وتقييم قدراتك و مهاراتك. حتى لو لم تنجح، فإن إجراء المقابلة في حد ذاته يمنحك الخبرة، خاصة إذا كنت جديد في عالم التوظيف، حيث أنها فرصة ثمينة لتطوير مهاراتك الاجتماعية واكتساب المزيد من الثقة، وكذلك تحسين قدرتك على ترك انطباع أول إيجابي.
إن التخطيط الجيد يقود إلى نتائج أفضل، بالتالي إن التخطيط والاستعداد للمقابلة سيقلل بشكل كبير من التوتر الذي قد تواجهه أثناء المقابلة.
واحدة من أهم الخطوات التي عليك اتباعها هي التدرب على إجابة الأسئلة التي من المحتمل أن تطرح عليك أثناء المقابلة.
هناك العشرات من الأسئلة التي يمكن طرحها، بما في ذلك الأسئلة العامة والأسئلة المتعلقة بمعلومات محددة في مجال دراستك أو عملك. قد يرغب القائم بالمقابلة أيضًا في طرح أسئلة أخرى خارج العمل لقياس سرعة رد فعلك أو مستوى ذكائك أو مدى ثقافتك. لذلك سنركز في هذا المقال على أهم الأسئلة والإجابات النموذجية لها.
1- تحدث عن نفسك
هذا هو أحد الأسئلة المؤكدة التي سوف تبدأ به المقابلة. لذلك، يجب أن تكون مستعدًا لتقديم نفسك وشرح سبب كونك الأنسب للوظيفة، حيث أن القائم بالمقابلة يهتم بمعرفة أهمّ إنجازاتك ونقاط قوّتك بالإضافة إلى نبذة قصيرة عن حياتك المهنية.
نصيحة: عندما تُسأل عن نفسك، حاول تجنب إطالة الحديث عن المعلومات الشخصية، حيث يمكنك البدء بالحديث عن بعض خبراتك واهتماماتك الشخصية غير المتعلقة بالعمل بشكل مختصر، مثل هواية مفضلة أو وصف سريع عن مسيرتك المهنية والأكاديمية.
2- ما الذي يجعلك المرشح المثالي لهذا المنصب الوظيفي؟
هل أنت المتقدم المثالي لهذا المنصب؟ يهتم مسؤول التوظيف بمعرفة ما إذا كنت المتقدم الأفضل لهذه الوظيفة وتفي بجميع المتطلبات، لذلك عليك التفكير في المساهمات التي سوف تقدّمها للشركة لتحقيق أهدافها ورؤيتها.
نصيحة: يمكنك في هذا السؤال التركيز على نقاط القوة لديك التي لديها علاقة في تطوير الشركة، وذلك من خلال ذكر أهم إنجازاتك السابقة و مهاراتك الحالية ومؤهلاتك ثم تقوم بربطها بأهداف الشركة، على سبيل المثال يمكنك إنشاء عرض مبيعات قوي وموجز للشركة في ردك، بالتالي تكون حددت الأسباب التي يجب على صاحب العمل تعيينك من أجلها.
3- ما هي الخبرات السابقة التي مررت بها والمتعلقة بهذا المنصب؟
يستخدم مديرو التوظيف هذا السؤال لتحديد مدى توافق خبرتك السابقة في العمل وخلفيتك التعليمية مع الوظيفة. قم بتدوين مهاراتك الأكثر صلة وقارنها بالمؤهلات المطلوبة في الوصف الوظيفي.
نصيحة: من المهم أن تصف كيف ستفيد تجاربك وخبراتك في وظيفة سابقة الشركة، كما يمكنك استخدام نموذج STAR للأسئلة السلوكية لإعداد أمثلة، لست مضطرًا إلى حفظ ردودك، لكن يجب أن تكون مستعدًا لمناقشة إنجازاتك في المواقف السابقة.
4- كيف تتعامل مع الضغط والتوتر؟
ماذا تفعل عندما لا تسير الأمور في العمل وفقًا للخطة، كيف تتعامل مع الظروف الصعبة؟ يهتم صاحب العمل بمعرفة كيفية إدارة التوتر في العمل ومعرفة إجابات الأسئلة التالية:
هل تؤدي أداءً جيدًا تحت الضغط؟ هل يزيد أدائك تحت الضغط، أم تفضل الحصول على عمل به ضغط أقل؟ عندما يحدث خطأ ما، ماذا تفعل؟
نصيحة:أسهل طريقة للإجابة على مثل تلك الأسئلة هي إعطاء مثال على موقف تمكنت فيه من إدارة التوتر بشكل جيد في وظيفة سابقة.
لا تؤكد أنك تواجه ضغوطًا بشكل متكرر أو أبدًا. بدلاً من ذلك، وضح كيف تعاملت مع الضغوطات والنتائج التي أحرزتها.
5- ما هي أهدافك في المستقبل؟
هل تتنقل باستمرار بين الوظائف أم أنك تنوي الاستمرار في العمل لفترة من الزمن؟ ما هي رؤيتك وطموحك في المستقبل؟ هل تتوافق أهدافك المستقبلية مع المسار الوظيفي لشخص ما في هذا المنصب؟
يهدف هذا الاستفسار إلى التأكد مما إذا كنت تريد البقاء في الوظيفة أو تود المغادرة بمجرد العثور على فرصة أفضل.
نصيحة: يجب عليك التأكيد في إجابتك أن المنصب الوظيفي الذي تطمح لشغله يتماشى مع طموحاتك على المدى الطويل وأهدافك المستقبلية.
ما هو نموذج STAR المستخدم في مقابلة العمل؟
هو أسلوب يستخدمه أخصائيو التوظيف في المقابلات لمساعدتهم في هيكلة الأسئلة القائمة على الكفاءة والاستعداد لها، حيث يطرح مسؤولو التوظيف الأسئلة السلوكية لتحديد ما إذا كان المرشح مناسبًا للوظيفة أم لا.وتشير حروف كلمة STAR إلى الكلمات التالية:
الموقف/ الحالة: وصف الموقف الذي مر به المرشح للوظيفة وذكر جميع التفاصيل ذات الصلة.
المهمة: توضيح المسؤوليات والأهداف المُحددة المُخصصة للمرشح في هذا الموقف المُحدد.
الإجراء: التحديد بوضوح كيف تعامل المرشح مع الموقف أو تغلب على التحدي.
النتيجة: شرح ومشاركة النتيجة التي توصل إليها المرشح بعد الإجراءات التي قام بها مع ذكر أمثلة ملموسة.
باستخدام هذه العناصر الأربعة في إجابات أسئلة المقابلة القائمة على السلوك، سيكون من الأسهل بكثير تقديم إجابة شاملة وواضحة وقياس القائم بالمقابلة مدى ملاءمة هذا المرشح للوظيفة بناءً على الإجابات.
في النهاية ، إن التخطيط والبحث والتحضير المسبق للمقابلة يزيد من فرصتك في اختيارك والوصول إلى الخطوة التالية في عملية التوظيف، ومن أفضل الطرق للاستعداد لمقابلة عمل هي التدرب على إجابة أسئلة المقابلة الأكثر شيوعًا،
حيث يحتاج أصحاب العمل إلى معرفة سبب رغبتك في تولي هذا المنصب، وما الذي يجعلك المرشح المثالي، ومدى تناسب شخصيتك مع ثقافة الشركة. إن المحدد الرئيسي للإجابة عن تلك الاستفسارات هو كيفية الرد على هذه الأسئلة .
لذلك، فإن العامل الأكثر أهمية ليس فقط ما تقوله، ولكن أيضًا كيف تجيب. وبناء على ذلك سوف يكون أداؤك في أفضل حالاته في يوم المقابلة إذا تدربت على إجابات بعض الأسئلة التي تتوقع أن يتم توجيهها إليك.