تعتبر الحوكمة الإدارية من أهم العمليات الضرورية واللازمة للتأكد من صلاحية سير العمل في المنشآت، وتأكيد نزاهة الإدارة فيها، وفاءً بالالتزامات والتعهدات وضمان تحقيق الأهداف التي ترغبها المنشأة بشكلٍ قانوني واقتصادي سليم، بالإضافة إلى ما توفره من وسائل الضبط والسيطرة التي تعمل بشأنها على زيادة الجودة وتطوير الأداء ممّا يساهم في الحفاظ على مصالح كافة الأطراف.
هناك العديد من الأهداف التي يمكن تحقيقها في المنشآت عند تطبيق الحوكمة:
-تحديد مجموعة من الأنظمة الخاصة بالرقابة على أداء المنشآت.
-تنظيم العلاقات بين مجلس الإدارة والمساهمين وأصحاب المصالح.
-تتبع المنشآت والتأكد من سلامة إدارتها لحماية مصالح المساهمين.
-توزيع الأدوار والمسؤوليات عبر هياكل تنظيمية مُحكّمة.
ويمكننا أن نلخص بعدة نقاط كيف يمكننا الاستفادة من أفضل ممارسات الحوكمة الإدارية في المنشآت:
(1) رفع الروح المعنوية وتعزيز العلاقات:
يعزز تنفيذ الإجراءات التي تدعم الحوكمة هوية المنشأة، بحيث يثق أصحاب المصلحة والمستثمرين المحتملين في زيادة مستويات الثقة المتبادلة، ممّا يتيح تطوير علاقات أقوى وطويلة الأمد.
(2) تحسين مستوى صنع القرار:
تم ربط عدد من حالات فشل الأداء بشكل مباشر بسوء الإدارة، لا شك في أن الحوكمة تضمن الوصول السريع إلى المعلومات والتواصل الجيد بين أصحاب المصلحة مما يؤدي إلى نتائج أفضل، وتحديد أولويات الإجراءات بشكل سريع ودقيق، ويمكن أن يعتبر هذا من أهم عوامل استدامة المنشأة.
(3) ضمان الضوابط الداخلية:
تطبيق الحوكمة الإدارية يزيد من مستوى التأكيد على الجميع بأن البيئة رقابية وفعّالة، ممّا يساعد على ضمان ممارسات المنشأة في إطار النزاهة والقيم الأخلاقية بشكل يحقق الأهداف الاستراتيجية والتشغيلية والتأكد من دقة التقارير والتزام المنشأة بالأنظمة والقوانين.
(4) التمكين من التخطيط الاستراتيجي الأفضل:
تضمن الحوكمة الإدارية الجيدة الاستطاعة لمجالس الإدارة القدرة على صياغة استراتيجيات أكثر نجاحًا من خلال الوصول السريع إلى المعلومات والتواصل الجيد مع الإدارة؛ وذلك يكمن في الاستفادة من التقنية وفهم البيئة التنظيمية التي تحكم الأعمال وتحديد إدارة المصالح لجميع العاملين.
(5) خلق المزيد من الفرص والميزة التنافسية:
إن الحفاظ على الشفافية المحيطة بالعدالة والمساءلة والعمليات، يمنح موظفيك إحساسًا أكبر بالمسؤولية والوعي فيما يتعلق بالمكان الذي يتواجدون فيه لخلق قيمة داخل المنشأة، وبالتالي توفير ميزة تنافسية أكبر وفرصة للبقاء وجذب المواهب.
أصبح مفهوم الأداء داخل المنضمات يمثل شرطًا جوهريًا للاستمرارية والبقاء، ويستهدف بشكل أساسي تكوين ودعم القدرات التنافسية، فيلعب الأداء دورًا فعالًا ومهمًا في تطوير الأداء الاستراتيجي، فالحوكمة قضية حاسمة في انهيار بعض المنشآت سببًا لسوء إدارتها، ومن المهم أن نبحث عن تقليل مخاطر فشل الحوكمة والاستعانة بالخبراء المختصين للمحافظة على مستوى أداء متصاعد.
عبدالله البصيلي
شريك بشركة ذا بروفيشنالز